احترام الوالدين
مما لا شك فيه أنه لا يخفي علي أي منا أهمية بر واحترام الوالدين، فقد وصانا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ببر والدينا وأن نكون مطيعين لهما علي الدوام إلا في المعصية.
أوصانا ديننا الحنيف أن نكون رحماء ولطفاء مع والدينا حتي وإن كانوا غير مسلمين، بل وإنه حتي لو جاهدوك لكي تشرك بالله فعندها يجب عدم الطاعة ولكن يقول الله بأن نصاحبهما في الدنيا معروفاً مما يعني وجوب التعامل الحسن مع والدينا في كل الظروف ومهما كانت الأسباب التي تدفع لغير ذلك.
وقد يبدر إلي أذهاننا سؤال وهو ماذا أفعل إن كنت قد عققت والدي وهما حالياً غير أحياء، كيف أعتذر لهما بل كيف أبرهما. وهنا يكون الإنسان في موقف لا يحسد عليه ولكن ديننا يحثنا في هذه المواقف علي الدعاء لهما بكثرة والتصدق عنهما وهب الثواب لهما عل وعسي يكفر ذلك من تقصيرك تجاههم.
ونجد في هذا الموضوع شيئاً غريباً، وهو أن الوالدين يتمنون لابنهما الحياة مهما كان وضعه ومهما كثرت مشاكله ومهما كان به مرض عضال يكلفهما الكثير من المال والجهد، وعلي النقيض نجد أن الأبناء بعضهم يتمنون الموت لوالديهم ممن كبروا في السن أو ممن صاروا عبئاً علي كاهلهم حتي يستريحوا من عناء رعايتهم. فهذا أمر جد مشين، فمهما حاول الإنسان لن يستطيع أن يوفي الوالدين حقهما وقدرهما. والإنسان غالباً ما يتبع الهوي ويحيد عن الحق ولو أنه اتبع الحق لما نظر أحدهم إلي والديه نظرة سيئة. جعلنا الله وإياكم ممن يبرون أبائهم وتبرهم أبنائهم.